على طاولة أمام المقهى جلست ..
تحتسى فنجان قهوتها ..و سيجارتها ..
و أظافرها الملونة الطويلة على الفنجان تواصل الطرقات .
تطوفُ عيناها المكان فى شغف ..
تطالع وجوه القادمين فى لهف ..
كأنما تنتظرُ فى العيون شيىء اّت .
و على مقربة منها ..
عجوزاً أُقابلها ..
كُلما أمعنتُ النظر إليها ..
تراكم الندم على العمر فوق تلال الحسرات .
خجولاً أنا ..
و فوق إرادتى ما أشتهى ..
و أقاوم نفسى ..
لكنها سلبتنى فى التو نفسى اّلاف المرات .
كأنى أستجدى فى ملامحها رجوع السنين ..
و أتوسم على الجبين لملمةُ الشتات .
و أُبحرُ كعادة الوهم عندى ..
وراء الخيال ..
و أركض أنا و قلبى خلف الأمانى المستحيلات .
ويروقنى الفن الإلهى .. سبحانه ..
حين يُغرق البحار فى أحداقها ..
و يرمى على الأهداب سحر المعجزات .
و يُطلق فى المحيا هالة من الضوء ..
تأخذ الروح ..
و يركع لها العقل و القانون فى سكات .
كأنما بياض الوجه .. سنا البدر ..
و على الوجنتين تتراقص النجمات .
و لمحتُ ألفُ فراشةً و زهرةً..
فوق الخدود تطير ..
مع العبير .. و الربيع دائم الأوقات .
و يمرًُ على الشفاه بريقاً لامعاً ..
تَحسبهُ كالشًُهب يمضى مسرعاً ..
لكنه يرشُ ماء الحياة على الأموات .
و تدور جدائل شعرها .. حولها ..
كأنما تنثر فى المكان عبيرها ..
و أشهى العطور ما نلقاه فى الخصلات .
تضع ساقاً على ساق ..
و تستبيح فى عفوية كل الحدود ..
و تلقى بكل التقاليد فى سلة المهملات .
أنا فى لحظة .. عشقتُها ..
و صرتُ أغار عليها ..
و أتعارك مع الهواء حين تداعب جدائلها النسمات .
و أغار من فنجان قهوتها ..
ومن أحمر الشفاه على فلتر سيجارتها ..
و من القلم الذى يتحسس يدها ..
و من حقيبتها ..
و من النادل حين يبادلها الكلمات .
أصبحتُ أغارُ عليها ..
و يا لهفى ..
كأنى أعشقها من سنوات .
مجنوناً أنا .. أعرفنى ..
يستهوينى جمال المرأة ..
حين يكونُ الصمتُ لديها جميع اللغات .
و حين تمرًُ أمام العين مثلُ الطيف ..
فتخلقُ دنيا فى لحظات .
و حين تصبحُ أنثى ..
لا تشبهها أخرى ..
و تطرقُ فى العمق إشتهاءاً لا ينتهى ..
و تُعيدُ لأدم أول الأمنيات .
قامت تمضى عنى ..
و جلستُ وحدى أتأملنى ..
كيف عشقتها فى لحظة ..
و صارت لحظتها الراهنة أحلى الذكريات .؟تم الحذف بنجاح.
استعادة.