قررت يا جميلةُ أن أنهى المسألة ..
قررت أن أخوض غمار إنتحارى الإخير .
و تركتُ وصيتى فوق الوسادة ..
و خنجر دلالك يقطر من دمى ..
و ضؤ الشمع شاهد على موت العبير .
قررت أن أخرج من أسوار قلعتك ..
و أن أكابد العشق فى دروب الليل ..
و أعرف أن الموت بالشوق حرقاً .. هو المصير .
و قررتُ أن أنفى قلبى عنك ..
و أن أرميك فى غابات النسيان ..
و أطلق عليك وحوش الهجر و البعد المرير .
لعلىًَ إذا ما خرجتُ من قيود رقك ..
و فكًَكتُ أغلال أسرك ..
يعود لى القلب الذى ربيته فوق السحاب يطير .
قررت يا جميلة أن أموت لعلىًَ ..
إذا ما متًُ فى بعدك ..
أخرجُ من عدمى .. و أعود كما كنتُ ..طفلاً صغير .
قررتُ أن أتعافى ..
و قررت التمرد على إدمانى لك ..
قررت الإقلاع عن هلوسات التعود الخطير .
قررتُ أن أكون واقعياً ..
و أن أخلع عن عينيًَا نظارة الأحلام ..
و الأوهام ..
و أن أكفًُ عن تناول الأفراح كالمهدئات والعقاقير .
و أعرفُ أنك تبتسمين الأن واثقةً ..
أن المملوك الذى عشق الثرى فى هواك ..
سيظل يُخلصُ فى الولاء .. و يكون فارسك الأمير .
لكننى قررت أن أستعيد مجدى ..
و أن أكمل الركض فى مضمار الحياة ..
و أن أقاتل حتى أخر الأنفاس ..
فقدر الكبير أن يموت كبير .