أحدهم دون أن يدرى ..ردد إسمك أمامى .
كان الحرف الأخير على شفتيه يُنطق ..
ووثب القلب فى الصدر ينبض ..
وأندفعت رعشة تزلزلُ جسدى حتى عظامى .
و كالريح جاء شريط الذكريات ..
كأنما كُنًَا معاً بالأمس الذى فات ..
تلوحين لى بيديك ..
و ترددين ..أمان الله .. نفسُ سلامى .
يا صاح لماذا نطقت إسماً ..
تركيبة الحروف فيه ..
تعويذة سحر..
تُغير شكل الأرض .. و تبدلُُ لون أيامى ؟
ضربت يداك على وتر النزف ..
و أنت لا تدرى ..
فعاد الحنين للعزف بإسمها فى مفردات كلامى .
قد كنتُ أحسبنى نسيتُ ..
و أنا ما نسيتُ غير نفسى ..
و البعد عنها كان خاطراً يمرًُ حيناً بأوهامى .
يا صاح .. أنت أختصرت العمر فى كلمة ..
و لضمتَ بخيط الحنين حبات أعوامى .
و جعلت لى مسبحة من الشوق ..
أبثها دعاءُ الوجد ..
و أركض فوق الدروب كالدرويش أنادى أحلامى .
يا صاح ..
أنت رميتنى على رصيف الليل ..
مشتاقاً ..
تأخذنى الخُطى بغير هدى ..
و ببعض المُنىَ ..
أفتش فى دهاليز الهوى عن مفاتيح غرامى .
و ألقانى بغير عمد دخلت صفحتها ..
أنقبُ فى قصائدها ..
فلا أجد غير أنقاضاً .. تتبادل الأحزان فوق حطامى .
قد كُنًَا يوماً هُنا ..
نتبادل الهمسات ..
و نتراشق الكلمات ..
و نصعد للسماء و نهبط على بساط طهرها و إحترامى .
كُنًَا .. و كانت لنا رسائلنا ..
و سرباً من حمام خواطرنا ..
و نخلة عراقية كلما قذفتها بالحب ..
يا طيبات ما تعطينى من ثمرات إلهامى .
و كانت لنا شرفة ..
وجلسة فى هدوء الليل نجلسها ..
تحادثنى .. أحادثُها ..
و الحبل السرى يربط ما بين عينيها و أقلامى .
و أشعر بكل الفخر أنى حارسها ..
و المقيم على باب غرفتها ..
و القائم على خزائنها ..
أسقيها شعور الأمان فى كاسات أنغامى .
ما ظلًَ من كل الوجود غير ناصيةً ..
أعرج إليها .. فأراها باكيةً..
أمكثُ قليلاً ثم أمضى ..
أتعثر فى السير على حبال ظلامى .
يا صاح .. أبقى الليل نادمنى ..
و لاترحل و تخزلنى ..
هذى كؤوس الوجع حُبلى حتى أخرها ..
فأشرب معى نخبى ..
وألفٌ من طيور الأسى قد حطت على كتفى ..
تنقرُ فى رأسى .. و تنبشُ ألامى .