الليل ملايين المرات جاء..
وملايين المرات ذهب .
غير أن الليلة ..ولأول المرات ..
عصفور الأحلام منى يقترب .
الليلة .. أنا و أنت معاً ..
و الموسيقى تأتى من ثنايا الهدؤ تلفنا ..
و الضؤ من حنايا الشمع قد شرب .
و ألقى الظل على ملامحنا ..
فصرنا نرانا فى عيوننا و كأننا ..
خلف الحنين نمشى كما طلب .
فستانى الأسود الطويل ..
و عطرى الباريسى الجميل ..
ووشوشات ثغرك أسفل أذنى تواصل الطرب .
صوتك الدافىء يرواد الأنفاس فى صدرى ..
و أصابعك تمر على ثغرى..
و تيارك المجنون يضرب ضعفى ..
ويعلم خوفى كيف يثور و ينقلب.
و شراع الأحاسيس يُبحر للأعماق ..
و الدفة فى يد الهوى كما شاء ..و كما رغب .
شيئاً ما لا أعرفه يأخذنى ..
يرمينى فى عينيك .. يُغرقنى ..
و كلما هممتُ بالنجاة .. ينتابُنى الغضب .
بلا وعى تتسلل أناملى الى صدرك ..
تمشى بوشوشات الشوق إليك ..
و تتخطى حدود المسموح والأدب .
تقول كلاماً باللمس على جلدكً يخجلنى ..
أغمضُ عيناى من خجلى ..
يحتجُ جسدى على الحرمان و التعب .
أول المرات ألمسكَ .. أول المرات أتحسسكَ ..
أول المرات أنتمى لأحضانك ..
و أكتشفُ أن عمرى منى قد هرب .
و أسمعك فى داخلى تهتف ..
دعينى على أوتارك أعزف ..
أضعف ..
أنا أحيا ..لا أعرف ..
إن كان حقاً ما ألقاه .. أم أنى أدمنتُ الكذب .
كل ما أراه بداخلى .. أننى ..
كالأرض البكر .. لم تلمسها يد الغرس ..
وكمهرة برية تمرح فى المروج الخضر ..
ما أمتطاها فارس من قبل .. ولا بشراً عليها ركب .
و أطلًُ فى المراّة أحسدنى ..
و أرى فى عسل عينيا نظراتك ..تُلاحقنى..
تعجننى بذرات التمرد و الشغب .
و تشير لى نحو السنين الماضيات ..
تذكرنى ..
بصورتى على جدار عمرى المنسحب .
أحببتُ إيمانى بأنك أخر فُرسان الزمان ..
و أنك أخر رسالات المعجزات ..
و أنت نبى العشق المرتقب .
تحررنى من إرث العصر الحجرى ..
و تنفخ فى الشرايين حمى الشعورالعفوى ..
و تمنحنى صدرك وطناً إليه أنتسب .
و أعلنتُ أول بادرة للعصيان ..
على شفاهك الممزوجة بنكهة التبغ رأيتنى ..
أشتعل ..
فى ريقك المخلوط بماء الرغبة وجدتنى ..
أنفعل ..
فى كل همسة خلفها ألف صوت وصرخة تحتجب .
زرعتنى .. و حصدتنى ..
وسكنتنى و نفيتنى ..
و رسمتنى و كتبتنى ..
فوق سطور مشاعرى وخواطرى بماء الذهب .
و أضحكتنى و أبكيتنى ..
و أسعدتنى و أشقيتنى ..
و أمتًَنى ..و أحييتنى ..
و نثرتنى .. و لممتنى ..
فوق الدفاتر وعلى عناوين القصائد و الكتب .
أول المرات يا شاعرى أكون بالجوار ..
أكتب الذى تقول من أشعار..
وأفرح فى السفرمعك ما بين النجوم و الشهُب .
تُدخلنى رياض الياسمين ..
و تصادقنى بالبنفسج الحزين..
و تعلمنى كيف أطرزُ إشواقى باللهب .
تطلقنى مثل حمامة تطير فى السماء ..
تنثر تعاليم الحب فى الفضاء ..
وتداعب بجناحيها وجوه السُحب .
و تمرق فوق جبال القلب ..
و تعبر سهول الشوق ..
ترمى الرزق على سطح النهر..
و تداعب مزارع الزيتون و الحناء و القصب .
ثم تغفو على زراعى و تنام ..
و من بين جدائل شعرى على وجهك ..
أرسل قبلة إحترام .. ونظرة عجب .
لطفل نام فى سلام..
أتعب الدنيا و لم يعرف أنه السبب .
وحين جاء الصباح كنت نائمة فوق أوراقك ..
أفتش عنك .. و أضحكُ وحدى ..
قد كُنتَ حُلماً اّثرَ أن يضيع منى و يغترب .