من وجع إلى وجع يمتدُ فى الصدر..
ومن مطارق الشوق على القلب الشغوف .
ومن ديارنحن أصحابها ..
صرنا عليها ضيوف .
ومن أرواح أنهكها الهروب ..
مابين عتمة الدورب ..
و ظلمة الكهوف .
ومن شاعر كان يوماً ..
يصنع من الحروف حبال المشانق .
و يصنع المعارك ..
و يطلق كل ليلة صهيل الخيول وصليل السيوف .
كتب ألف قصيدة حب بدمه..
و غزا الكلمات .. و السلطات ..
وكان فى سجلات التاريخ فاتحاً معروف .
صار مسخاً مصلوباً على جدار التعود ..
و شعوراً مستهلك ..
يرى الخرافة فى عينيه كالشيىء المألوف .
من اللاشيىء القابع فى فراغ الأعماق ..
و المتوارى خلف الظلال فى الأحداق ..
و من عنترية الجهل ..
و الخوف ..
و الظروف .
تأتى أطيافى تسألنى عن..
الكامن فى سراديب النفس ..
و عن إرثنا المشئوم من تنوين الحروف .
من عناءات نون النسوة ..
و كسر الحنان بجر القسوة ..
وتقبيح الفعل .. و تمجيد الفاعل ..
و جلد المفعول به على الظهر المكشوف .
واو العطف مع التطبيع على نهايتنا ..
و إسم الموصول بالذل ..
و الرجل مضافاً .. و المضاف إليه خروف .
من الغدرالذى صار صفة ..
تجمع بين الواصف و الوصوف .
ومن العشق الذى صار بمثل مؤامرة ..
و مغامرة ..
فيها الخاطف .. و المخطوف .
و من كل دروب الحياة فينا ..
و الصدأ الذى يعترينا ..
و من تراكمت الزيف فى قصائدنا و أغانينا ..
و من الكبت .. و القهر .. و الصًد .. و العزوف .
فإذا ما جئتى أطيافى لتسألينى ..
فأمنحينى الأمان أن أتكلم بغير كسوف .
ما معنى أن تعشقنى إمرأة ..
و أعشقها حد الوله ..
و ينتهى العشق على حدود الحاذف و المحذوف .؟
ما معنى أن نسرف فى الإيمانات ..
ونُغلظها ..
بأننا نموت إذا ما أقترقنا ..
و بعد ساعات نرُصًُ الإيمانات على الرفوف .؟
ما معنى أن نتقاسم نبض القلب ..
و دفقة الدم .. و لغة الحب ..
ثم نبحثُ فى دفاترنا ..
نتصيدُ الأخطاء ..
و ندون العيوب فى السجلات و الكشوف .؟