عودًَنى قلبى أن أبكى .. و أن أنزف ..
و أن أعزف ..
ألامى على وتر الأحزان .
عوًَدنى أن أرسم على صفحات الليل أوجاعى ..
و أن أتراقص مثل الطير المذبوح ..
و أن أسكًَرُ بنبيذ الدمع ..
المعتقُ من زمن فى العينان .
عوًَدنى قلبى أن أمضى فى بحار الأهة وحدى ..
و أن أهوى الغرق حد الموت ..
و أرفض أن أستمسكُ بالحُلم الذى يأخذنى للشطاّن .
و أن أمشى على الشوك مُستعذباً ألمى ..
و الشوق يملأنى ..
و الحنين يخُطنى بمداد الوهم على الجدران .
عودنى قلبى .. أن أقتل أحبابى ..
و أن يقتلنى أحبابى ..
و أن نتبادل عبر بريد الجراح رسائل الأشجان .
و أن نلتقى على طاولة المساء بكل ليل ..
نتراشق الهمسات حيناً ..
و نتبادل الطعنات فى معظم الأحيان .
و نرفع كؤوس العشق فارغة ..
و ببلاهة الخواء الذى يعترينا ..
نلقى ظلال الزيف على أجواء المكان .
و حولنا زجاجات الهوى مبعثرة ..
و الضوء يغادرنا ..
و ظلال الموت تحتل زوايا المكان .
و تبقىَ رؤوسنا على الطاولة مُنكسةً ..
و مُثقلةً..
و مثلما غبًناَ فى ضباب اللاوعى ..
ذابت الشموع على أعمدة الشمعدان .
و اللحن الجنائزى قادم من بعيد ..
يقتحم النوافذ ..
و يشقُ بالصرخة الأخيرة صمت الاّذان .
حتى تصبحُ اللقيا تابوتاً ..
و يحتلا السواد و الرماد وجوهنا ..
و يصير تحت الثرى عشقنا ..
فنتوارى قبلما نمزق عن أرواحنا الأكفان .
عودنى قلبى أن أتلذذ بلحظات الوداع ..
و أن أجيد فنون الضياع ..
و أن أستمتع بأنات القلوب متى ترددًُ الألحان .
وحين تتلاقى العيون فى البدايات ..
أقرأ الخواتيم ..
و أُمهدُ للنهايات طريقها ..
و أعشقُ الفراقَ .. و خيالاتُ البكاء و الحرمان .
و أقتل كل ليلة حبيبتى ..
و أُحييها ..
كأنما دماء الحب فى القلب هى السرًُ فى الخفقان .
و أن أرى فى المنام أشباح الهجر ..
تُزهق الروح ..
و أحسُ بالعُرى وبرودة الليل ..
فأسحب على جسدى دثاراً..
من الحُلم الذى مضى خلف أردية الزمان .
عوًدنى قلبى أن كل محاولة للهروب من القدر كُفراً ..
و هواك يا سيدتى قدرى..
فساعدينى أرجوك على الإيمان .
و علمينى قواعد العشق من جديد ..
و جعلينى ولو ليوم واحد سعيد ..
ربما أستطعمُ الأفراح ..
و الأحلام .. و أنسى تجارب النسيان