من جند الله ( العقرب)
عن يوسف بن الحسين قال : كنت مع ذي النون المصري على شاطئ غدير, فنظرت إلى عقرب أعظم ما يكون على شط الغدير واقفة, فإذا بضفدع قد خرجت من الغدير, فركبتها العقرب فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت الغدير !! , فقال ذو النون : إن لهذه العقرب لشأن !! فامض بنا نتبعها !! .
فجعلنا نتبع أثرها, فإذا رجل نائم سكران !!, وإذا حية سامة قد جاءت فصعدت من ناحية سرته إلى صدره وهي تطلب أذنه, فاستحكمت العقرب من الحية السامة فضربتها, فانقلبت الحية وهربت !! ورجعت العقرب إلى الغدير, فجاءت الضفدع فركبتها فعبرت !! فحرك ذو النون الرجل النائم ففتح عينيه, فقال : يا فتى انظر مما نجاك الله !! هذه العقرب أرسلها الله إليك, فقتلت هذه الحية التي أرادتك بسوء !! ثم أنشأ ذو النون يقول :
يا غفلا والجليل يحرسه ***** من كل سوء يهدب في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك ***** تأتيه منه فوائد النعم
فنهض الشاب وقال : ألهي ومولاي : هذا فعلك بمن عصاك !!, فكيف رفقك ورحمتك بمن يطيعك؟ !! ثم ولى ذاهبا فقلت : إلى أين ؟ !! فقال : إلى بيوت الله والى طاعة الله.
المرجع : كتاب التوابين لابن قدامة