السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... أما بعد:
أخي.. أين أنت غدًا؟!
سؤال يستوجب منك التوقف والاعتبار، والمحاسبة والأذكار..
وينقلك من سفول الدنيا الزائل....
فأنت مخلوق لا محيد لك عن الرجعة إلى الله..
قد قضى الله جل وعلا بذلك منذ خلق الخلق:
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)
[الرحمن: 26، 27]؛
فماذا أعددت للرجوع؟
في كل يوم نشيع غاديًا ورائحًا.. نودعه وندعه في التراب.. غير ممهد ولا موسد، قد فارق الأحباب.. وخلع الأسباب.. وواجه الحساب.. أوليس في ذلك عبرة لمن اعتبر.. وذكرى لمن ذكر؟!
يا بؤس الإنسان في الد
نيا وإن نال الأمل
يعيش مكتوم العلل
فيها ومكتوم الأجل
بينما يرى في صحة
مغتبطًا قيل اعتلل
وبينما يوجد فيها
ثاويًا قيل انتقل
فأوفر الحظ لمن
يتبعه حسن العمل
اخى اين انت غدا
اخى أفق من سبات الغفلة فإن الأمر جلل...
وتأمل واعتبر بمن رحل... وتسربل لباس التقوى وكن على وجل....
فإن الموت قد فضح الدنيا فلم يترك لذي لب فرحًا...
قد نادت الدنيا على نفسها
لو كان في العالم من يسمع
كم واثق بالعمر أفنيته
وجامع بددت ما يجمع
تذكر سكرات الموت.. ولحظات الفوت.. ووحشة القبر...
وهول السؤال.. وطول الحساب..
فيا عجبًا منك إن كنت تذكر ذلك ولا تخشع!
وتأمر فلا تسمع!
يا من تمتع بالدنيا وبهجتها
ولا تنام عن اللذات عيناه
أفنيت عمرك فيما ليس تدركه
تقول لله ماذا حين تلقاه
م
ن
ق
و
ل