بعد نشر "الدستور" خبرا على لسان رئيس الجمعية الفلكية السعودية الثلاثاء الماضي حول تعامد أشعة الشمس على الكعبة الشريفة اليوم الجمعة ، تساءل عدد كبير من القراء والمهتمين عن هذه الحالة الفلكية ، وأسبابها.
وتتعامد الشمس على الكعبة المشرفة مرتين في السنة عند زوال الشمس وقت الظهر في مكة المكرمة ، وذلك عندما يكون ميل الشمس مساوياً لخط عرض مكة المكرمة. ويحدث ذلك يومي 28 أيار و 16 تموز تقريبا في كل عام. فإذا رصدنا الشمس لحظة تعامدها على الكعبة المشرفة فإن مركزها يكون في اتجاه الكعبة أي في اتجاه القبلة وذلك في أي مكان في العالم يمكن أن ترى فيه الشمس أي الأماكن التي تقع فيها هذه اللحظة نهاراً. وهى حوالي نصف الكرة الأرضية ، ويكون سمة القبلة آنذاك هو وقت الظهر في مكة المكرمة وهي لحظة واحدة يمكن حسابها بالتوقيت المحلي لأي مدينة حيث تكون يوم 28 أيار الساعة 12:18 بتوقيت مكة المكرمة (18:9 بالتوقيت العالمي) وتكون يوم 16 تموز الساعة 12:27 بتوقيت مكة المكرمة (27:9 بالتوقيت العالمي).
وفى نصف الكرة الأرضية الذي تحدث فيه هذه اللحظة ليلاً كما هو الحال في أمريكا الشمالية مثلاً فتستخدم ظاهرة أخرى وهى تعامد الشمس على النقطة المقابلة لها قطرياً في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية وهذه النقطة تسمى "قطب مكة" وهى تقع على خط عرض 21:25 جنوب خط الاستواء وعلى خط طول 140:11 غرب خط غرينتش ، وعند تعامد الشمس على هذه النقطة يكون اتجاه القبلة عكس اتجاه الشمس أي في اتجاه ظل الشخص ويحدث ذلك تقريباً يومي 29 تشرين الثاني من كل عام الساعة 21:09 بالتوقيت العالمي و يوم 14 كانون الثاني الساعة 30:21بالتوقيت العالمي.
ويلاحظ أنه في كلتا حالتي التعامد سواء على مكة المكرمة أو على قطبها قد يوجد خطأ صغير جداً في تحديد وقت سمت القبلة لأن الشرطين الواجب توفرهما لتعامد الشمس وهما تساوى ميلها مع خط العرض ، وكذا وجودها في الزوال أي لحظة الظهر ، قد لا يتحققان سوياً في نفس اللحظة بالضبط بل قد يحدث أنه في وقت الظهر يكون ميل الشمس أكبر أو أصغر قليلاً من خط عرض مكة المكرمة في الحالة الأولى أو خط عرض قطبها في الحالة الثانية مما ينشأ عنه خطأ صغير جداً في تعيين وقت سمت القبلة يمكن إهماله.
والجدير بالذكر أن ظاهرة تعامد الشمس على المناطق تحدث مرتين في السنة لكل المناطق التي تقع على خطوط عرض أقل من 23,5 درجة شمالاً وجنوباً (بين مداري السرطان والجدي) وتحدث مرة واحدة في السنة لكل المناطق التي تقع على أحد هذين المدارين ، لذلك فان ظاهرة تعامد الشمس لا تحدث في الأردن ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والجزء الشمالي من الخليج العربي كونها تقع شمال مدار السرطان.
وسبب هذه الظاهرة ميلان محور الكرة الأرضية بزاوية 23,5 درجة الذي يؤدي بدوره إلى انتقال الشمس بين مدار السرطان شمالاً والجدي جنوباً مروراً بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حولها مرة كل سنة. ويكون وقت التعامد في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض كل منطقة.