الخشاب تعيش فى «أيام جميلة» بعد تأجيل «سوق البشر»
لم تجد الفنانة سمية الخشاب حرجا فى الحديث عن حلم طالما راودها رغم أنها لم تجد الفرصة لتحويله إلى حقيقية.. الحلم كان تجسيد دور ملكة مصر كليوباترا، والذى حولته السورية سلاف فواخرجى إلى حقيقة درامية بعمل يعرض خلال شهر رمضان..
جرأة سمية لم تقف عند هذا الحد حيث كشفت أنها تلقت عرضا بتجسيد دور الفنانة الراحلة تحية كاريوكا غير أنها فضلت الاعتذار لأنها تخشى من تلك المقارنة لأنها لن تكون فى صالحها.
سمية التى تغيب عن دراما رمضان بدت راضية بالأمر الواقع، خاصة أنها ترى فى الغياب أفضل كثيرا من تقديم عمل لا ترضى عنه.. ومن هنا فضلت تأجيل عرض «سوق البشر» لعدم قدرتها على الانتهاء من تصويره.. غير أنها وجدت ضالتها خلف ميكروفون الإذاعة من خلال مسلسل «أيام جميلة»، الذى يذاع على شبكة الشرق الأوسط.
هل صحيح أنك تلقيت عرضا لبطولة مسلسل سيرة ذاتية عن حياة الفنانة تحية كاريوكا؟
نعم هذا صحيح ولكنى أخشى خوض هذه التجربة فهى مغامرة محفوفة بالمخاطر فتحية كاريوكا قيمة فنية كبيرة فلقد كانت إنسانة رائعة ذات شخصية قوية، ولم تكن تخاف من أحد، وإلى جانب أعمالها الفنية، التى لا تنسى فلقد كانت لها اهتمامات سياسية فلقد اشتركت فى الحرب الشعبية ضد العدوان الثلاثى وتعلمت استخدام السلاح، وكان لها دور وطنى رائع، وهو ما جعلها فى قلوب المصريين حتى الآن وتجسيد حياتها على الشاشة سيضعنى أنا أو أى فنانة أخرى فى مقارنة لن نكون بقدرها أبدا، وهو موضوع يحتاج كثير من التفكير والجراة لأقصى درجة ممكنة. ولكنك لم تمانعى من تجسيد شخصيتها فى برنامج تليفزيونى يذاع فى رمضان؟
هذا صحيح ولكن حلقة فى برنامج لا تقاس أبدا بمسلسل من 30 حلقة، وعندما قررت أن أجسد شخصيتها فى هذا البرنامح فهذا لعشقى الشديد لها ولنجاحاتها التى لا تنسى. هل لك موقف خاص من مسلسلات السير الذاتية؟
على الإطلاق فأنا من عشاق المسلسلات الذاتية وأحب متابعتها ولكن إذا عرض على مسلسل سيرة ذاتية فأتمنى ألا تكون لشخصية معروفة شكلا لدى الجمهور لابتعد تماما عن المقارنة معها. وأى الشخصيات ترغبين فى تجسيدها فى عمل سيرة ذاتية؟
تمنيت كثيرا أن أجسد قصة حياة كليوباترا هذه الملكة القوية، التى كانت تقهر الرجال وكانت لها كلمة مسموعة فهى امرأة اشتهرت بقوتها وجبروتها، وأتمنى حقا أن أقدمها فى عمل كبير، وقد اقترحت أن ألعب دورها فى هذا البرنامج، ولكن سبقتنى زميلة ولعبت هذه الشخصية. هل ضايقك أنه تمت الاستعانة بالفنانة السورية سلاف فواخرجى لتجسيد حياة كليوباترا فى مسلسل إنتاج مصرى دون الاستعانة بفنانة مصرية؟
لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال فهذا الكلام من شأنه أن يؤثر على علاقتنا بزملائنا من الفنانين العرب، فأهلا وسهلا بهم فى مصر بلد الفن حتى لو جسدوا شخصياتنا المصرية وأتمنى من خالص قلبى النجاح لسلاف فمن خلال البروموهات التى شاهدتها عن مسلسل «كليوباترا» لمست الجهد الكبير المبذول فى هذا العمل وحماسها الشديد فى تقديم هذه الشخصية وليس لدىّ أى تعليق آخر فى هذا الموضوع.
ألست حزينة من الابتعاد عن شاشة رمضان هذا العام؟
لست حزينة خاصة أنها ليست المرة الأولى فلقد غبت عن الشاشة الصغيرة قرابة عامين بعد مسلسل «ريا وسكينة»، ولكنى عدت بمسلسل «حدف بحر»، الذى اعتز به للغاية وحقق نجاحا كبيرا، وهنا أدركت أنه لا يهم الغياب بقدر ما يهم أن أعود للشاشة بعمل ذات قيمة أحترم به جمهورى.
ولكن ما السر الحقيقى وراء تأجيل «سوق البشر» فى ظل توفير الشركة المنتجة كل الإمكانات الأزمة له؟
اعترف أن الشركة المنتجه متحمسة للغاية لإنتاج هذا المسلسل وهناك حماس كبير لدى مخرجه أحمد شفيق لكن المؤلف محمود أبوزيد، وهو كاتب كبير له مكانته وأعماله السينمائية العديدة يخوض تجربته الأولى فى الدراما التليفزيونية، ولم يستطع إنجاز الورق فى وقت مناسب حتى نستطيع أن نبدأ التصوير فاختارنا تأجيله للعام المقبل.
وهل هذا هو العمل الوحيد الذى عرض عليك هذا العام؟
لا بالعكس فلقد تلقيت عروضا عديدة ولكنى انتقيت هذا الورق لأنه يتعرض لقضية شائكة للغاية، وهى قضية التلاعب فى الجينات الوراثية فى ظل التطور الهائل فى الطب وأصبح متاح التحكم فى نوع الجنين، ونحن هنا نطرح موقف الدين والحلال والحرام من هذا الموضوع ولقد اجتمعت مع العديد من أساتذة الطب المتخصصين فى الجينات الوراثية ورجال دين واقتنعت بالفكرة لأقصى درجة، وتحمست لها للغاية وحماسى لم يدفعنى لقبول أى عمل آخر وعليه بسبب تأخر الوقت لم نستطع بدء التصوير حتى لا نشعر بحالة خناق ويستمر التصوير فى رمضان تحت ضغوط عديدة، فهذا أمر مزعج للغاية وقد يؤثر على نجاح العمل؟
لكن سبق وأن خوضتى تجربة التصوير فى رمضان وحققت الأعمال نجاحا كبيرا سواء ريا وسكينة أو حدائق الشيطان فما تعليقك؟
نعم هذا صحيح ولقد كانت فكرة تصوير المسلسل فى هذه الظروف قائمة ولكنى لم أستطع أن أتحمل تكرار التجربة خاصة أننى كنت أعانى كثيرا فلقد كنا نصور 16ساعة يوميا حتى إن أعيننا كانت تغلق تلقائيا من الإجهاد، فكان الحل تأجيل التصوير وسوف نبدأ العمل فورا بعد العيد.
هل وافقت على العمل بالإذاعة تعويضا عن غيابك عن الشاشة؟
أنا من عشاق الإذاعة وأشعر باستمتاع غريب وأن أمثل خلف الميكرفون وحدى بدون أى أدوات مساعدة وفور أن تلقيت عرض بطولة «أيام جميلة» ليذاع على شبكة الشرق الأوسط فى رمضان شعرت، وكأنه يتم تعويضى بعد أن تأكد غيابى هذا العام من الدراما التليفزيونية فالورق غاية فى الروعة كتبه ببراعة المؤلف أيمن سلامة، كما أن شخصية جميلة، التى ألعبها أعادت لى ذكريات شخصية «نبيلة»، التى لعبتها فى مسلسل «الحقيقة والسراب»، والتى كنت أعشقها جدا فهى شخصية ملائكية نادر وجودها فى هذا الزمن.
وماذا عن جميلة؟
جميلة فتاة إسكندرانية لديها حلم وهى جميلة أخلاقيا محافظة على نفسها وصبورة ومثابرة جاءت إلى القاهرة لكى تعمل سكرتيرة ولكنها تتعرض لظلم ومؤامرات وأحداث قريبة جدا مما يحدث فى حياتنا الحقيقية وفور قراءتى للورق انجذبت إلى الشخصية وشعرت أننى أستطيع أن ألعبها بشكل جيد خاصة أننى انجذب لمثل هذه الشخصيات، التى تواجه معاناة فى حياتها فانا نفسى واجهت الكثير فى بداية مشوارى الفنى وعانيت لأحقق ما وصلت اليه.
هل يعنى هذا أن سمية هى ذاتها جميلة أو نبيلة؟
لا سمية الخشاب أقرب إلى شخصية جميلة خاصة أن شخصية نبيلة كما قولت كانت شخصية ملائكية من الصعب وجودها فى هذا الزمن وعندها استعداد لكى تضحى بنفسها من أجل ما تحب ولكنى مثل جميلة جئت إلى القاهرة ولدىّ حلم وواجهت مشاكل وعثرات كثيرة لكى أحقق حلمى وما أزال أواجه، ومن هنا لمست فى الشخصية أشياء كثيرة دفعتنى لكى أوافق على العمل إلى جانب أنها المرة الأولى التى أعمل فيها بالإذاعة الحكومية فتجاربى الإذاعية كانت إنتاجا خاصا، وشجعتنى كلمات انتصار شلبى رئيس الإذاعة حينما طالبت أبناء هذا الجيل العودة إلى ميكرفون الإذاعة فهو الأصل، وأنه بحاجة إلى النجوم المصريين لكى ينهض مرة أخرى وهذا ما نسعى إليه.
المصدر : الشروق