ولما كان اليوم الخميس
( العصـــــا )
نــور
طالب فى الصف الثالث الثانوى
بمدرسة النور للمكفوفين
ويستعد لاختبارات نهاية العام
ليلتحق باحدى الكليات
كان عائدا بعد ان تلقى
بعض الدروس الخصوصيه
التى كان يخرج لها من منزله
يومى السبت والخميس من كل اسبوع
اليوم السبت
عاد نور الى بيته بعدما تلقى دروسه
حزينا مهموما لقد ضاعت منه العصا
ربما نساها فى احدى محطات المترو
او داخل احدى عربات الميكروباس
التى يتنقل بها من درس الى آخر
والعصا للكفيف
هى البصر والبصيره
تعينه على السير دون مساعدة من احد
وعلى الغداء
خفف والده من حزنه
وقال له غدا سنشترى لك احسن منها
الاحد
ذهب الاب ليشترى العصا
كل ما معه ثلاثون جنيها اضافة
الى عشرون حصل عليها من عمل اضافى
امام احدى المحلات
راى عصا رائعه
افضل من العصا الضائعه
فهى تشبه الاريال الداخلى
يمكن تطويلها وتقصيرها
دخل الاب ليشتريها
الاب :السلام عليكم كم ثمن هذه العصا؟
البائعه : ستون جنيها
الاب انها رائعه جدا ولكن هل هناك عصا ثمنها اقل
البائعه : نعم هناك عصا بدون كشاف بخمسون جنيها
الاب : حسنا انها لابنى الكفيف ولن يحتاج المصباح
البائعه : للاسف لا يوجد لقد نفذت جميعا
ولا يوجد الا العصا ذات المصباح
مر علينا بعد يومين ربما نحضر منها
يعود الاب مهموما حزينا
لانه عاد بدون العصا
وايضا لان الخمسون جنيها
التى معه ستصرف خلال اليومين
ولن يستطيع شراء العصا
لابد له وان يتصرف قبل يوم الخميس
وبالفعل ذهب الى السوق مره آخرى
بعد ان استدان مبلغا من المال
من احد اصدقائه المقربين
اليوم مساء الاربعاء
والاب داخل المحل التجارى
الاب : هل جاءت العصا؟
البائعه : للاسف لا يوجد سوى العصا ذات الكشاف
الاب بدون تفكير يشترى العصا ويعود فرحا الى بيته
كان اليوم حار جدا فعاد من السوق متعبا
دخل الى بيته ملقيا السلام
وسال اين نور؟
انه نائم يا ابى
صحوه ايقظوه من النوم
جلس الاب يتصبب عرقا
والاسره من حوله
يشاهدون العصا الجديده
كانوا سعداء جدا
فهى عصا رائعه جدا
ومختلفه عن العصا الضائعه
كان الاب يشرح لهم
فى سعاده وفرح
كيفيه عمل العصا
فاخذت منه الابنه الكبرى لتجربها
فإذا باحد اجزائها ينفصل من العصا
هنا غضب الاب بشده
وهو يرى تعبه ومجهوده كله ضاع
حاول ادخل الجزء المنفصل فلم يفلح
فغضب على ابنته ونهرها بشده
وابنة غرقت فى بحر من الخجل والحزن
وهنا اخذت زوجته العصا
وقامت بكل سهوله
بإيصال الجزء المنفصل للعصا
لقد كانت حركه سهله جدا
ولكنها غابت عن الاب لشدة غضبه
وهنا اخذ ابنته فى حضنه
وقبل راسها فقبلت يديه بدورها
واخذوا يتندرون ويضحكون
على منظر الاب وهو غاضب
او منظر الابنه وقد صعقت حزنا وخجلا
هنا جاء نور
فاخذه يعلمه والده
ويدربه على العصا الجديده
وللحق لقد كان من الذكاء
ان عرف كيف يستخدمها
بمهارة فائقه وبسرعه عاليه
واخذ نور يمشى بالعصا
يمنى ويسرى
والاسره سعيده فرحه
واذا بالكهرباء تنقطع
ويخيم على الاسره الصمت
وسط الظلام الدامس
اذا فجأة اضاء النور المكان
نظروا جميعا الى مصدر النور
لقد انار نور مصباح العصا
هنا ضحك الجميع
وقال الاب وهو يضحك بملء فيه
انه مصباح علاء الدين
بل مصباح نور الدين
وبات الاسره سعيده
ونور ممسكا بعصاه الجديده
ولما كان اليوم الخميس
خرج نور الى دروسه الخصوصيه
وسط دعوات الجميع