الفصل الاول
شتاء ديسمبر 1966 ....
العريش – شمال سيناء
- ''ماالحل ياصديقى'' ؟؟
نطقها (على ) بيأس شديد
التفت اليه صديقه فى ملل واضح واعتدل فى جلسته كأنما هذه المره سيقول الحل الصحيح
- الحل هو انك تنسى هذا الموضوع وتنتبه لاخر سنه فى دراستك حتى تحقق حلمك بالدخول لجامعه القاهره
مره اخرى لاح اليأس فى ملامح (على) وهم بقول اسباب مجادله صديقه ولكنه تأكد بأن ليس هناك شىء قادر على اقناع صديقه بحل اخر
استعد (على) للمغادرة ولملم كتبه واوراقه وهو شارد فى شىء ما والتفت فجأه الى صديقه وكأنه وجد الحل النهائى
- وجدت الحل ياصديقى ... ليس هناك افضل من المواجهه المباشره
********
يبعد منزل (على) عن مدرسته الثانويه العامه مايقرب من حوالى 3 كيلومترات وكان يوميا يستمتع بهذا الطريق لانه يشرد دائما فى حل لمشكلته ويجد فرصه مناسبه للتفكير فى حل مرضى
-اذا فالمواجهه المباشره هى افضل حل
قالها (على) مخاطبا نفسه :
ومالمانع من المواجهه المباشره فانا لدى محل والدى واديره بشكل ملائم ولنا دخل ثابت منه واستعد لدخول الجامعه وامتلك شقه فى منزل ابى المكون من دورين ... اذا فماالمانع من مواجهه ابيها ؟؟
- وهل نسيت من هو ابيها ام انك فقط تحلم ؟؟
قالها طارحا السؤال على نفسه ليجيب بتوتر
- وماذا يريد اباها من ان تكون ابنته فى امان ومع شخص يحبها
- يريد بالطبع انسان يحبها ويشعرها بالامان ولكن ........... انت تعلم اباها من اصول تركيه واجداده عاشوا هنا من قبلك وتركوا له مصانع الفوسفات فعندما حضروا الى العريش منذ ايام محمد على والان فهم من اغنى اغنياء البلد
- فمن اين لك ستقابل اباها وماذا ستقول له ؟؟
- سأقول له انى رجل متعلم واشارك ابى فى تجارته وعلى وشك دخول الجامعه ولدى شقه سنسكن بها
صمت قليلا مفكرا .... وفجأه استشاط غضبا
- من الضرورى ان افعل شىء فهى لا تريد غيرى ولا تريد غنى ولا تريد فقير فقط تريدنى انا بذاتى وبحبى لها هى ترانى انسان مناسب لها
- وماذ عن والدها ؟؟ كيف يرى الامور من تجاهه
- لا ادرى ولكنى لن اظل على كذلك يجب المواجهه المباشره لكى اضع حدا لتوترى ولحيرتى
********
الفصل الثانى
- هل بالفعل تود مقابله والدى ؟؟
نطقتها (سمر) فى فرحه وبهجه مصحوبه بالحذر
- نعم اريد ان اقابله واطلب منه يدك واعتقد انى على قدر المسؤوليه فانا اريدك مهما يكن امامى من صعوبات وفى نفس الوقت نضع حدا لمقابلاتنا السريه وفى الخفاء انا لا ينقصنى شىء سوى موافقه والدك
ثم ازاح بوجهه ملتفتا الى الكورنيش شاردا
- ولكن يا (على) انت تعرف عجرفه والدى فنحن ننحدر من اصول تركيه كما تعلم تاريخ عائلتنا وابى يريد لى زوج ثرى ...
- انا لا اريد ان اجعلك يائسا ولكن انا متخوفه من رد فعل والدى فانا متأكدة من رفضه لك
وقفت وراءه ناظره الى المياه الهادئه متلهفه لسماع رده
- اذن ماذا تريدى ؟؟ ان نظل هكذا؟ ان يستمر حبنا فى الخفاء ؟؟ ان تظلى تعشقى شخص وتعلمين من داخلك انه ليس لك ولن يوافق والدك عليه؟؟
التفت اليها واستطرد
- اذا كنتى لا تجدى حل اذا فانا ليس بيدى سوى التحدث معه واذا وافق كان بها واذا لم يوافق اذا انتهى كل شىء
تركها وراءه وهو يلوم نفسه على اختياره لهذا الحل ومضى قدما ذاهبا للمنزل وهو فى حيره شديده وانه يعلم ان موافقه والدها قد تكون مستحيله ولكن لابد من وجود نهايه سواء سعيدة او غير كذلك
********
دلفت (سمر) الى منزلها باحثه عن والدها فقابلها (حسن) الجرسون
- (حسن) اين والدى ؟
- انه فى مكتبه يافندم
- اتريدى ان احضر لك شىء تشربيه بالداخل
- متشكره يا (حسن) اذهب انت الان
مضيت بكل اصرار على مفاتحه والدها بشأن (على) وعندما وصلت الى باب المكتب مكثت ساكنه للحظه تستجمع فيها ما ستقوله ثم طرقت الباب ودخلت
- ازيك يابابا
اشار لها بالجلوس واكمل حديثه فى التليفون وكان يستشيط غضبا محادثا احد محاسبيه فى المصنع خاصته مما جعل للحظه (سمر) تهم باغلاق الموضوع والحديث عنه فى وقت اخر .... الا ان تغيرت ملامح والدها من الغضب والعصبيه الى الحنان مشيرا اليها بالجلوس على رجليه كالطفله الصغيره
- كيف حالك يا ابنتى الغاليه ؟؟
- بخير يابابا
ثم قامت من جلستها وتحركت امام المكتب وجلست فى مكانها مره اخرى وهمت بالبدأ
- بابا هل لديك وقت الان للحديث فى موضوع مهم
- التفت اليها وهو يشعل سيجاره واردف
- بالطبع ياعزيزتى انا اتلهف للحديث معكى فى اى شىء ولا تتضايقى من انشغالى و انغماسى فى العمل فانا اعلم انى مقصر فى احساسك بالعائله السعيده المتقاربه الى بعضها
- لاتهتم يا ابى فما اريد ان احادثك فيه ليس لذلك السبب
ثم اعتدل فى جلسته وشعر ان الموضوع جاد
- تفضلى ابدأى
- هناك شخص يا والدى يريد ان يطلب ايدى منك وهو على حسن خل....
قاطعها فى حده مصحوبه ببسمه خادعه
- كيف تعرفتى عليه ؟؟
- انه زميلى فى الدراسه وهو يكبرنى بسنه
التفت والدها الى صوره زوجته المعلقه على حائط جانبى بالمكتب ثم شرد للحظه والتفت مره اخرى الى ابنته واشار لها بتكمله حديثها
- لقد ارسل لى مع صديقه لى بالمدرسه انه يريد ان يفاتحك فى الموضوع
- اذا فأنتى مهتمه به
توترت للحظه ثم استقامت فى جلستها وردت بسرعه
بالطبع لا يا ابى ولكنى قد اكون اراه مناسبا فهو يستعد لدخول الجامعه ويشارك والده فى تجارته
- قام والدها من خلف المكتب متوجها الى المكتبه المليئه بالكتب منهمكا فى انتقاء كتاب معين ثم التفت بنظره حادة الى ابنته ثم تحولت النظره الى ابتسامه خبيثه
- ارى انك تعلمين عنه الكثير
لاح التوتر على ملامح وجهها فاردفت سريعا
- لقد حكت صديقتى عنه لى ولا يريد فقط سوى مقابلتك وانا ...
قاطعها مره اخرى
- اذا اتركى الموضوع لى وسوف اتصرف فى الوقت المناسب
********
الفصل الثالث
ابريل 1967
كان الغروب قد اوشك من خلف (على) و(وسمر) وهما يهموا بالرحيل كلا الى منزله
- الان قد مر مايقارب 4 شهور على حديثك عنى مع والدك ولم يتحرك ويبدى رائيه حتى الان
ثم نظر اليها فى سخط
- انه حتى لا يريد مقابلتى ولا يعلم من انا او ابن من او اى شىء عنى ماهذا ؟؟؟
- الا يريد ان يسعد بكى ويجعل منك بنت سعيدة حققت احلامها بزواجها من شخص تحبه؟؟
- (على) والدى منشغل بأعماله ولا يجد الوقت حتى يجلس معنا حتى أختى (سميه) قد فاض بها الكيل ولا تتحدث معه الى جانب انها عندما ترانى اتحدث معه تستشيط غضبا انها تغار منى على والدى
- انا احدثك فى شىء وعن ماذا تحدثينى يا (سمر) انا اتحدث عنى وعن والدك ليس عنى وعن اختك
- (على) مأاريد اخبارك اياه انى اخشى عليك من اختى فهى تحبك وانا اعلم هذا انها تريد كل شىء يخصنى ان يكون لها
- اليس ذلك بسبب ارتباطها القوى بوالدتك رحمها الله؟؟
- بلى , فوالدتى كانت تميل اليها اكثر وبرغم ان هى وانا لا نختلف فى اى شىء وكنت ارى اهتمام والدتى بها اكثر من اهتمامها لى ولكن لا يعنينى شىء فى هذا لذلك والدى ادرك انى اذكى منها وقلبى ليس به اى غيره ولذلك تشعر اختى انى المفضله لدى والدى ولذلك تسلك نفس طريقى وتفعل كل افعالى وحتى انها تريدك لها وتأخذك منى ....
نظر اليها نظره حنان ثم توقف وقال
- رغم التشابه الكبير بينك وبينها الا ان نظره فى عيناكى تكفى لى وبالدنيا ومابها لان نظرتك لى لا يوجد مايماثلها او يشابهها من قريب او حتى من بعيد
رفعت عيناها فى خجل وكادت ان تسرح بخيالها فى تك اللحظه الجميله محاوله تهدئه التوتر الموجود بداخله ولكنه كمن افاق من غيبوبه ثم صاح
- غدا سوف اذهب الى والدك بنفسى وليكن مايكن
انحشر الكلام بداخلها ولم تستطع ان تجيبه فهى تعلم ان النهايه عند مقابله والدها ولم تستطع ان تجادل هذه المره